اكدت مجلة "التايم الأمريكية" أنه بالرغم من الاعتقاد السائد بأن نهاية الحواسيب (PC) قد اقتربت، إلا أنه وفقا لشركة "جارتنر"،
المتخصصة فى بحوث واستشارات تكنولوجيا المعلومات،
انخفضت مبيعات الحواسيب (PC) العالمية بنسبة 10.9% على أساس سنوى فى الربع الأخير من العام الحالى،
وهو الربع الخامس، على التوالى، الذى يشهد انخفاضا فى مبيعات الحواسيب.

وأضافت "لكن فى الولايات المتحدة، ليس الوضع بمثل هذا السوء،
فقد انخفضت مبيعات الحواسيب بنسبة تصل إلى 1.4% فقط، وهى أقل نسبة انخفاض على أساس سنوى منذ بداية عام 2012،
كما قفز نمو حواسيب "لينوفو" بنسبة 20%، وتمكتنت أجهزة "ديل" من أن أن تحقق معدل نمو وصل إلى 6.4%،
وحتى شركة "إتش بى"، والتى منيت بنتائج كارثية فى
عدد من أرباع السنة الماضية، شهدت حالة من الاستقرار
بانخفاض بلغ 0.5% فقط من مبيعات الحواسيب".

وأوضحت المجلة الأمريكية أنه لا يوجد من يستطيع القول إن انخفاض 1.4% هو أخبار طيبة،
ولكنه ليس بمثل سوء أرباع السنة الماضية، عندما كانت مبيعات "PC" الأمريكية فى حالة تراجع مستمر
، ففى الربع الأخير انخفضت المبيعات الأمريكية بنسبة 9.6%، وكانت قبل عام قد انخفضت بنسبة 5.7%.

ويعتقد المحلل "ميكاكو كتاجوا" من شركة "جارنتر" فى حديثه لـ"التايم" أن جانب كبير من معدل النمو يرجع
إلى المستخدمين المحترفين الذين اضطروا مؤخرا إلى تحديث أجهزتهم القديمة التى تعمل من خلال "ويندوز إكس بى"،
حيث إن شركة مايكروسوفت سوف تنهى دعمها لويندوز إكس بى العام المقبل، ومن ثم، ربما تسعى الشركات لتغيير أجهزتها قبل ذلك التاريخ.

ويحمل هذا دلالة طيبة إذ إنه يشير إلى أن الشركات ليست خائفة من ويندوز8، ولكنه ربما يشير فى الوقت نفسه إلى أن هذا النمو
مؤقت وسوف يتراجع بعد تغيير معظم أجهزة "ويندوز إكس بى".

وتابعت "على أية حال فإن شركة جارنتر تصر على اعتقادها الدائم بأن سوق أجهزة "بى سى" التقليدية ينهار، ملمحة إلى أن المستخدمين يتراجعون
عن شراء أجهزة لابتوب جديدة أو بى سى،
وأصبحوا أكثر ميلا لشراء "التابلت" للاستخدامات العادية، وهو ما يعنى أن المنازل يمكن أن يصبح بها حاسوب أو اثنين، ولكن التابلت سيهيمن على كل مكان".

وشددت المجلة على أنه رغم ظهور الوضع كذلك الآن،
فإنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث فى المستقبل، فمايكروسوفت عازمة
على اختراق المساحة بين الحواسيب والتابلت والهواتف، بتجربة واحدة تجمع
كل هذه الأجهزة، ومن ثم فإننا سوف نستمر فى رؤية الأجهزة الهجينة المعتمدة
على الويندوز التى تمحو الفاصل بين التابلت واللابتوب.

وفى الوقت نفسه، أكدت الصحيفة أن هناك العديد من الأشياء المثيرة للاهتمام التى تحدث فى سوق اللابتوب منخفض التكلفة
، حيث تقدم أجهزة "كروم بوك" وسيلة رخيصة للوصول إلى شبكة الإنترنت
ويبدو أنها فعالة فى ذلك، فيما تقول "إنتل" إن معالجاتها سوف تشغل العديد
من اللابتوب الجديدة الرخيصة، والتى تعمل باللمس من خلال نظام ويندوز أو أندرويد.

ولفتت "التايم" أنه بالنسبة لمن يرغب فى الحصول على لابتوب تقليدى
، فربما يجد المطروح منها أقل سمكا، وأخف وزنا وأكثر قوة، ولديه بطارية ذات عمر أطول
، ومن أفضل النماذج على ذلك "ماكبوك إير" الجديد، كما أن مصنعى بى سى ويندوز سرعان ما سيجدون موجة جديدة فى مواجهتهم
من اللابتوب باهظ الثمن ذو شاشات تعمل باللمس وتصميمات قليلة السمك للغاية.

وواصلت "عندما تفكر فيما يحدث الآن لا يبدو أن البى سى قد انتهى،
ولكنه ينفصل عن قوقعته الثقيلة وغير الملهمة، فبالرغم من أن التابلت الرخيصة سوف تستمر فى تحقيق شعبية،
ستظل هناك مساحة تستطيع هذه الأجهزة الأخرى احتلالها،
حيث تستطيع أداء العديد من المهمات التى لا تصلح لها الشاشات الصغيرة التى تعمل باللمس،
وهذا هو تحديدا جوهر عصر ما بعد البى سى، حيث سيصبح الوضع أكثر تعقيدا من أن تستطيع جارنتر تحليله".