يعرض د. لارس توماس المهتم بالظواهر
والأمور الغريبة ومنذ نعومة أظفاره عدداً من الجوانب الغامضة في موطنه
الدنمارك ، فلهذا البلد نصيب وافر من الأماكن التي توصف بأنها غامضة ومرعبة
حيث يحوم كلاً من الأجسام الطائرة المجهولة والأشباح والكيانات الغريبة
الاخرى في الطبيعة الهادئة وتحير الحجارة المنتصبة واللعنات العقل إلى درجة
تبعث معها الخوف في من لا يرغب بتصديقها ويقول (لارس) أنه سافر في أنحاء
البلاد كلها لأكثر من 40 سنة فوجد فيها المئات من تلك الأماكن "المحيرة
للعقل" ، وسيخبرنا فيما يلي القصص المتعلقة بـ 10 أماكن اختارها في لائحة
تفضيلاته :
1- برج يونيفرسال بنى
الملك الدنماركي كريستيان الرابع هذا البرج الدائري (رنديتران ) في مركز
العاصمة كوبنهاغن في منتصف القرن السابع عشر حيث كان يعتبر رسمياً مرصداً
فلكياً لكنه مع ذلك يخفي الكثير والأكثر وضوحاً في
البرج هو واجهة في مقدمته تحوي كلمات لاتينية وعبرية ورموزاً متنوعة أخرى ولا يوجد اتفاق حتى الآن على ما تعنيه .
بينما
يقول آخرون أن كافة أنواع المعارف " الغريبة " وجدت لها منشأ في هذا البرج
الذي يبلغ إرتفاعه أقل بـ 4 مرات من أكبر هرم في مصر، ويوجد فيه 52 نافذة
بينما تصعد في درجه الحلزوني (تشير إلى 52 أسبوع في السنة )، و 7 نوافذ في
أعلاه (تشير إلى 7 أيام) و 24 حزمة (تشير إلى 24 ساعة) تخرج من أسفل منصته .
كما يمكن العثور على الكثير من رموز لكابالا (الباطنية اليهودية) .
وهناك أيضاً شبح مزعوم . ففي عام
1880 سقط صبي في بهو الدرج الحلزوني (نواة البرج) وظل محصوراً في أسفله
لمدة 20 ساعة قبل أن يقوم عامل بناء بعمل ثقب في الجدار المركزي ليخرجه
منه.
ولحد الآن ما زال بإمكانك سماع بكاء الصبي في بعض الأحيان.
2- البحيرات الغامضةفي
يوم صيفي تقضيه في كوبنهاغن لن تكون سلسلة مكونة من 4 بحيرات أقل شأناً في
الظواهر الغامضة (عددها 3 في الواقع ولكن أحدها منقسم إلى 2) وهي تقع خارج
مركز المدينة حيث تجد أمامك هناك الكثير ممن يمارسون رياضة الجري
والمتسكعين وحتى المتشمسين لكن الغرابة تكون على بعد مرمى حجر منك.
في عام 1928 ظهر اثنين من
الدلافين (خنازير البحر) فجأة في منطقة البحيرات : لم يكن هذا غريباً فحسب ،
فالمعروف عن الدلافين أنها تعيش في البحر وليس لها سبيل لتظهر في البحيرات
إلا من خلال قنوات تحت الأرض . كانت هذه الدلافين حديث البلد لعدة أسابيع ،
ثم اختفت فجأة على غرار ظهورها المفاجئ، وفي وقت لاحق شهدت منطقة البحيرات
نشاطاً لهبوط الأجسام الطائرة المجهولة ، حيث تم الإبلاغ عن عدة حالات .
وفي وقت متأخر من ليلة في عام
1974 شوهدت امرأة عارية تخوض في الماء وهي تسير من ضفة جزيرة صغيرة في
بحيرة (نوثرنموست ) التي أصبحت اليوم موطناً لمستعمرة من طائر الغاق (طائر
مائي نهم يعيش على ضفاف البحيرات)، وعندما اقتيدت المرأة من قبل الشرطة
ادعت أنه جرى اختطافها في مركبة فضائية وأخضعت للفحص فيها ثم ألقت بها على
بر الجزيرة الصغيرة.
وهناك كذلك عدد من المشاهدات
القليلة أيضاً حول وحوش تشبه ثعابين البحر ، وشبح لقارب تجديف شاهده بعض
الناس يمشي جيئة وذهاباً عبر البحيرة ودائماً ما كانت صورته تتلاشى لتختفي
قبل أن يصل في سيره إلى أي من الضفاف.
3- بيت الروح الشريرة إذا
سنحت لك الفرصة للذهاب إلى بلدة (كويغ) الصغيرة والتي تبعد كيلومتر واحد
إلى الجنوب من كوبنهاغن واتجهت في طريقك إلى الساحة المركزية فيمكنك أن تجد
لوحة على جدار متجر لبيع الملابس إلى الجانب الآخر من المتحف المحلي
ومكتوب عليها عبارة:
" Her huserede Kjoge Huskors 1608-1815"
والتي تعني : "هذا كان مكان منزل كويغ كروس 1608-1815 "
حيث كانت قضية (كويغ كروس) أكثر
القضايا شهرة في نشاط الروح الشريرة (الضاجة) poltergeist والمس الشيطاني
التي سجلت على الاطلاق في الدنمارك. وشهرتها كانت كبيرة لدرجة أن الفاتيكان
كلف بإعداد تقرير خاص عنها.
حدث هذا في منزل أحد أكبر أغنياء
التجار في (كويغ) وتركز حول صبي بعمر 12 سنة وهو متبنى واسمه يعقوب Jacob ،
بدأت الاحداث بسماع ضجيج غريب يشبع صوت قوقأة الدجاج ومشاهدة علاجيم (نوع
كبير من الضفادع) تمشي على رجلين فقط ! ومن ثم تطورت الأمور لتشمل تعليق
يعقوب في الفراغ ونوبات عنيفة كانت تصيبه حيث كان يحتاج إلى عدد من الرجال
لتثبيته.
وفي غضون أسابيع قليلة كانت
البلدة كلها في حالة من التوتر العصبي وبدأت تلوح في الأفق اتهامات
بممارسات للشعوذة نتج عنها أعدام 15 امرأة حرقاً على الأعواد وذلك قبل أن
تنتهي القضية وتهدأ الامور بعد 7 سنوات من النشاط الشرير والغريب.
4- كنائس فرسان الهيكللدى
جزيرة (بورنهولم) الشرقية النائية سمعة عالمية تدور حول كنائسها المميزة
جداً بشكلها الدائري والتي تعود إلى العصور الوسطى. فهي تتميز بجزء دائري
مركزي وأشبه بالقلاع بسبب جدرانها السميكة جداً ونوافذها الصغيرة جداً
بالمقارنة مع الكنائس المألوفة ، ومع ذلك فإن وجود الكنائس الدائرية أمر
نادر جداً، إذ لا يوجد منها سوى 7 في الدنمارك كلها ، ولكن في (بورنهولم)
يوجد 4 منها. ويبدو التموضع الفعلي للكنائس المتصلة غريباً بعض الشيء حيث
كانت تستخدم أيضاً كقلاع ويجري بناؤها على أرض منبسطة أو عند سفح التلال
مما يجعل الأمر مستحيلاً لصد أي هجوم عليها وقد يكون لها علاقة مع فرسان الهيكل.
جرى بناء تلك الكنائس على درجة
عالية من الدقة بالنسبة لبعضها البعض ولحركة الأجرام السماوية ، وفيها
نوافذ صغيرة ومتنوعة وعلى سبيل المثال يدخل منها ضوء الشمس في أيام محددة
كمنتصف الصيف ومنتصف الشتاء. وتروى القصص عن كنز دفين خبأه الفرسان ! ، في
الواقع هناك مساحة مجوفة تقع على عمق 3 أمتار تحت دائرة أكبر كنيسة منها
لكن لا يسمح لأي أحد بأن يحفرها.
5- الحجر الملعون تعتبر
الدنمارك بئراً من النقوش الرونية (المكتوبة باللغة الجرمانية القديمة)
ولنكون صادقين يكون معظمها مملاً إلى حد ما. فمعظم ما تتحدث عنه هذه النقوش
هو اسم الذي نقش الحجر أو أسم من نصب الحجر المنقوش، أو ربما اسم الشخص
الذي نُصب الحجر على شرفه أو تكريماً له ، لكن إذا ذهبت إلى قرية
(غلافيندروب) في الجزيرة الوسطى التي تسمى (فيونن) ستعثر على حجر منقوش مع
فارق وهو ضخامته والنقش المحفور عليه والذي يعتبر أطول نقش معروف في
الدنمارك وكذلك "اللعنة "التي عليه.
عُثر على الحجر في 1794 وكاد أن
يضيع ليتحول إلى حجر بناء في 1808 ، وأخيراً وضعت في مكانه الذي نراه فيه
في يومنا هذا منذ سنة 1906 ، يخبرك النقش أن هذا الحجر مكرس لذكرى رجل يدعى
(آل) Alle ، وأنه وضع من قبل زوجته وأبناءه بمباركة من الإله (ثور) Thor
وهو إله مذكور في أساطير الوثنيين القدماء في شمال أوروبا الذين يعتقدون
أنه يرسل الصواعق .
وينتهي النقش بعبارة تهديد تقول أن اللعنة ستنال كل من يعبث بالحجر أو يجره
بعيداً عن مكانه بأن يتحول إلى " raete "، ولحد الآن لا يملك خبراء الآثار
الرونية إجابة عن معنى الكلمة الغريبة raete رغم أنها استخدمت كعبارة
تهديد في العديد من الحالات المتعلقة ، لكن من المؤكد أنها أمر غير سار.
6- الصخرة العملاقة تعتبر
أراضي الدنمارك منبسطة للغاية. فلا وجود لجبال ، حتى أن التلال ذات الحجم
المعقول قليلة ومتباعدة ، لذلك كان يجري تمجيد الصخور الكبيرة وحتى عبادتها
، وكانت يدور حول تلك الصخور عدد لا يحصى من الحكايات والأساطير .
ولا يوجد صخرة غارقة في الأسطورة
والموروث الشعبي كتلك الصخرة الواقعة في قرية (هيسلغار ) في الجزء الغربي
من جزيرة (فيونن) ، وتدعى بحجر السيدات DAM Mesten ، وهي صخرة عملاقة من
حجر الغرانيت ويبلغ طول محيطها 45 متراً ووزنها التقديري 1000 طن ، ويعتقد
أنها جرفت مع المثلجات (النهر الجليدي) في حقبة العصر الجليدي الأخير.
على الجانب الآخر من الحجر يوجد
شق بشكل باب. ويزعم عدد من الناس أنهم رأوا ضوءاً ساطعاً يشع من هذا الشق
في الليل ، ولكنه كان ينطفأ بمجرد الإقتراب منه .
وهناك قصص رواها أشخاص كانوا
يستلقون على الصخرة بهدف الإسترخاء أو لأخذ حمام شمس ، فزعموا سماعهم
لأصوات تبدو بعيدة ولكنها مكتومة لآلية كبيرة أو لمحادثات تدور بين حشد ضخم
من الناس ، ولدى مساءلتهم عن تلك الأصوات أكدوا أنهم سمعوها صادرة من
أسفلهم من الصخرة العملاقة أو من أسفلها.
7- حارس الخور إذا
قدت سيارتك من (راندرز) إلى (روندي)في غرب الدنمارك سوف تمر بجسر يقود عبر
خور (إيلنغ)، فنرجو منك هنا أن تتوقف لأنه مكان غريب فعلى المرج إلى
الشمال مباشرة من الخور هناك حجر كبير منحوت عليه رأس قزم أو ربما قناع
مخيف. عمر الحجر حوالي 1000 سنة ويرمز إلى "حارس الخور " وهو نوع من أرواح
الطبيعة التي تكفل الممر الآمن لكنها في نفس الوقت تطلب تضحية واحدة ، غريق
واحد كل عام ، والذين يحاولون خداعها ستنال من عدد منهم.
هي خرافة كما يقول البعض ، ومع
ذلك يزعم بعض الناس أنهم رأوه "الحارس"، وحتى في العصر الحديث وبالتحديد في
عام 1963 ادعت امرأة (22 عاماً) أنها شاهدت كائنأً مظلماً ينطلق ببطئ من
الخور كأنه
يقف على سطح مصعد كهربائي ،
ووصفته بأنه يشبه رجل متلفح بستارة سوداء ، وعندما حدقت به لعدة لحظات غرق
ببطء واختفى تحت سطح الخور ثانية، لكنها لم تشعر بالخوف وذهبت مباشرة إلى
منزلها ورسمته كما هو مبين هنا.
8- الشمعدان المميت ربما
كانت الكاتدرائية في (رايب) من أكثر الكنائس إثارة للإعجاب في أرجاء
البلاد كلها، وكما يقول قائل : " يناسبها أن تكون في إحدى أقدم البلدات في
الدنمارك " ، فهي مزيج غريب من الأبراج المربعة السميكة والزخارف الدقيقة ،
لكن هذه الكنيسة و البلدة التي تحيط بها غارقان في أجواء الأسطورة. فهناك
وحوش في الخور المحلي وقصص أشباح ووفرة من مشاهدات الأجسام الطائرة
المجهولة وحتى لعنة الشمعدان.
ستجد على الركن الثالث من الشرق
على الجانب الجنوبي من الجزء المركزي للكاتدرائية شمعداناً صغيراً مصنوعاً
من النحاس الأصفر. ولا يبدو من شكله أن به شيء خاص ، لكن النقش عليه يتضمن
لعنة على كل من يحركه أو يستخدمه لشيء يختلف عن غرضه الأصلي.
في عام 1845 وخلال القيام بأعمال
التجديد في الكنيسة لم يجرؤ أياً من العاملين على تحريك الشمعدان لكن في
نهاية المطاف قال شاب انه سيفعل ذلك. فلم يحدث شيء في البداية ، ولكن بعد
عدة دقائق وعندما تسلق السقالات لمواصلة ما كان يقوم به تحت سقف الكنيسة
انهار الهيكل بأكمله مما أدى به إلى موت مأساوي على الطابق الأرضي. وكما
تقول القصة أعيد الشمعدان على الفور إلى مكانه الأصلي.
9- القلعة المسكونة إذا
كانت هناك حاجة إلى مظهر شرس وقلعة منفرة في شكلها فإن بلدة (مولدينغ) في
(جوتلاند) ستكون مثالاً عليه من الدرجة الأولى ، إذ يعتبر (كولدينغهوس )
اليوم متحفاً رائعأً للفنون والتاريخ ، لكن في منتصف القرن السابع عشر وفي
أوج إزدهاره كان مخيفاً ويخشاه القاصي والداني. وحتى تستحق هذه القلعة
سمعتها المخيفة لا بد من وجود الأشباح في كل مكان منها.
فإذا قمت بزيارة زنازينها سيتملكك
شعور بأنك لست لوحدك ، والشيء المزعج فعلاً هو أن رفيقك هذا سيظل دائماً
واقفاً خلفك مباشرة بغض النظر عن السرعة التي تستدير بها.
ثم هناك رجل (أو ربما) امرأة لها
يد حديدية ويقول البعض أنه شبح الملكة (دوروثيا) زوجة الملك (كريستيان)
الثالث. أحبت الملكة قلعة (كولدينغهوس ) وما زالت تمشي في قاعاتها ليلاً
لكي تتحقق من أن كل شيء مرتب وفي محله ، وقد زعم بعض الناس مشاهدتهم لها أو
سمعوا صرير حزمتها الكبيرة من المفاتيح ، والبعض قال أنه أحس بها . والناس
الذين لا يحسنون التصرف في قلعتها قد يجدون أنفسهم وقد تلقوا صفعات جيدة
تكفي لتزيح قبعاتهم عن رؤوسهم !
10 - الأحجار التي لا حصر لهاإذا
كنت ترغب في مشاهدة دائرة الأحجار Stone Circle (إقرأ شرح عنها أدناه)
والحجارة المنتصبة فإن (بوسكار ستنهاوس ) في شبه جزيرة في شبه الجزيرة
(دجرسلاند ) على الساحل الشرقي (أوتلاند) ستكون المكان المناسب. ويعتبر هذا
الموقع أكبر موقع مغليثي megalithic (المغليثي هي صفة لبنية من حجارة
عملاقة الحجم ترجع إلى عصور ما قبل التاريخ) في الدنمارك وعلى غرار
مثيلاتها في بلدان أخرى يكون لديها بعض القدرات المزعومة المثيرة للإهتمام.
وقيل أنه من المستحيل إحصاء عدد
الحجارة عند الدائرة الخارجية لأنك ستفقد المسار، وأنه حتى لو وضعت حصاة
فوق كل حجرة واقفة لتعليمها فإنها ستلقى بعيداً .
ويشعر الناس أو الذين لديهم
حساسية أكبر بالوخز على جلدهم حينما يدخلون الدائرة والبعض منهم يقول أن
المشهد الطبيعي تغير عندما يرونه من المركز إذ يقولون أن يصبح بدائياً
ويفتقر إلى أي علامة من علامات التحضر السكني فلا سيارت ولا طرق.
ويحمل المكان شهادة على مهارات
البناء لدى الدنماركيين منذ 5300 سنة مضت ، إذ يصل وزن أكبرها إلى 11.5
طناً وهو في الواقع ليس إلا نصف حجر كان قد اقتطع منه ويبعد 2 كيلومتر عن
نصفه الآخر.
دائرة الأحجارهي
عبارة عن نصب من الأحجار المنتصبة يجري صفها بشكل دائرة ، ويشير هذا
المصطلح إلى دوائر الحجارة في الموجودة في الجزر البريطانية والسواحل
الأوروبية المطلة على المحيط الأطلسي خلال أواخر العصر النيوليثي ومطلع
العصر البرونزي ، وهناك أكثر من 1000 دائرة أحجار وثقها علماء الآثار ،
أحجام وعدد الأحجار يتباين من مكان لآخر ، وشكل الدائرة قد يكون إهليلجياً
أحياناً ، كما جرى بناء دوائر أحجار في بعض الأماكن والأزمنة التاريخية
الأخرى .