تزوجت من شاب يدعى ب.ع.ك وعشت معه أسوأ
أيام عمري لأنني اكتشفت الكثير من الأمور التي لم يكن لي علم بها خلال فترة
الخطوبة ومنها أن والد زوجي المدعو ب.م.ك ووالدته المدعوة ب.هـ.ع يعملان
كمشعوذين أو ساحرين منذ أكثر من 25 سنة .
ليس هذا فحسب فقد راعني أخوته وأخواته "الغريبي الهيئة" الذين لم أراهم إلا
في حفل الزفاف حيث كان لوالدا زوجي 3 صبيان و 3 بنات ،و 4 منهم من
المشوهين في نظري وفي نظر المدعوين إلى درجة أن من رآهم لن يظن أنهم من
البشر بل سيعتقد أنهم من أبناء الجن أو الشياطين. وهذا ما شغل تفكيري
لاحقاً حول موضوع التزاوج بين الإنس والجن فحاولت البحث عنه وجمع أكبر قدر
ممكن من المعلومات التي تنفي أو تؤكد صحة هذا الأمر وذلك بسبب التجربة
الرهيبة التي عشتها خلال فترة زواجي القصيرة والتي لم تدوم سوى شهرين ونصف .
مسوخ سأحاول
أن أصف أشكالهم بقدر ما شاهدت ، كان طول أقصرهم 2.30 سنتمتر وأجسامهم
هزيلة جداً، أشكال أقدامهم مستوية مع الأرض والأصابع لا تشبه أصابع البشر
كذلك أصابع اليدين طويلة وتختلف نوعاً ما عن أيادي البشر ، عظم القفص
الصدري بارز إلى الأمام أما رؤوسهم فكانت أكثر ما رأيت ترويعاً في النفس ،
فأشكالها أقرب إلى أشكال رؤوس الفرس منها إلى البشر ، عيونهم غائرة جداً
لكن هناك بروز غير عادي إلى الخارج عند بؤبؤ العينين وحتى لم تكن حدقات
أعينهم مستديرة تماماً كأعيننا بل كان لها شكل بيضاوي ، كان شكل الأنف
طبيعي لكن عظم الفك بارز جداً نحو الأمام تماماً كما هو حال فك وأسنان
الفرس.
أفكار مريبةبحسب ما رواه لي زوجي عن تاريخ حياتهم فقد حاول والده التوبة إلى الله
والإبتعاد عن ممارسة السحر لمرتين في حياته أنجب خلالهما كلاً من زوجي
وأخته الصغرى اللذان كانا طبيعيين في هيئتهما بالمقارنة مع بقية أخوتهم
وأخواتهم حتى أن زوجي كان شاب وسيم جداً .
بدأت تدب الخلافات مع أهل زوجي
منذ بداية زواجنا فقد طلبوا مني أن أخلع حجابي أمام أخوة زوجي وهذا ما لم
أقبله لإنه مناف لتعاليم ديني وبعد الزيارات المتكررة إلى أهل زوجي لاحظت
أنه لم يكن أحداً منهم يصلي سوى زوجي وأخته الصغرى رغم أن زوجي لم يكن
ملتزماً بصلاته .
لم أر والدة زوجي (57 عاماً)
ووالده (53 عاماً) قد اتجها إلى القبلة مرة قط والغريب في الأمر أنني عندما
كنت أحاول الصلاة في منزلهم (أثناء زيارتي لهم) كانت صلاتي تثير جنون
حماتي و زوجها إذ كانا يحاولان عبثاً إلهائي عن صلاتي لعلي أنسى فرض منها
لكن محاولاتهم كانت دائماً تبوء بالفشل نتيجة لتمسكي الشديد للصلاة في
وقتها وكانت حماتي تحاول جاهدة منعي من أداء الصلاة في أي مكان من المنزل
وتصر على أن أصلي في غرفة ابنتها الصغرى في حال رغبت في أداء الصلاة ولم
تكن ابنتهما تصلي إلا فيها.
في ذلك الوقت علمت من زوجي بأن
والده قد مارس السحر وأنه قد تاب إلى الله لكن لم يبدو لي بأنه ترك السحر
فلم أصدق تلك الرواية فللتوبة علامات أقلها الصلاة، علاوة على ذلك وجدت
خلال بحثي في مكتبة والده كتباً تحتوي على أفكار "كفرية" والعياذ بالله
ومما علق في ذهني عنوان يقول :"عندما كان الله أنثى " بالإضافة إلى كتاب
قديم جداً كانت أوراقه صفراء بالية ومكتوبة بلغة لم أفقه منها شيئاً ولم أر
في حياتي مثل أبجديتها ومما زاد في شكوكي مدخولهم المادي الكبير (رغم أنه
لا يبدو عليهم الثراء) ،فأبوه مساعد مهندس متقاعد وكاتب سوري معروف له عدة
كتب ومؤلفات وليس له من الدخل سوى اللهم فإذا كان قد ألف كتاب وطبعه وباعه
كل سنة فلن يأتيه مبلغ كاف يسد نفقة أسرة تتألف من 7 أشخاص !
كنت دائمأً ألاحظ أنهم يطرحون
أفكاراً أعتبرها "إلحادية" أو "شركية" خلال جلساتهم الحوارية حتى في مرة
ادعى والده الساحر ب.م.ك أنه وجد الإسم المئة لله عز وجل والمتمم لـ 99 إسم
من أسماء الله الحسنى وهو "الظالم" والعياذ بالله من هذا القول ، " إني
حرمت الظلم على نفسي وجعلته محرما بينكم " - صدق الله العظيم
كل ما تقدم ذكره أكد لي تماماً
بأن والده ما يزال يمارس السحر من خلال أفكاره ومعتقداته وتصرفاته والأموال
الكثيرة التي يبعثرها هنا وهناك ، ومن جهة أخرى كنت شبه متأكدة من أن
ممارسة والدة زوجي للسحر مع زوجها حيث كان يبدو عليها أمارات النفاق بالقول
والفعل .
الشراب كان
كل من حولي يدعو للريبة والشك ولما كنت أدخل منزلهم أشعر بتوتر وخوف نوعاً
ما فكنت أحصن نفسي بتلاوة ما أحفظه من كتاب الله ومن تسابيح واردة عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم وقبل أن أشرب أو أتناول أي طعام او شراب لديهم
كنت أستعيذ بالله من الشيطان الرجيم وأسمي بالله الرحمن الرحيم وأقول:" بسم
الله الذي لا يضر مع إسمه شيء لا في السماء ولا في الأرض وهو السميع
العليم" ثم أتناول ما قد قدموه لي من طعام أو شراب وأقسم بعزة وجلال الله
أن معدتي لم تهضم طعام تناولته لديهم قط فكنت أتقيأ كل ما في معدتي بعد
فترة قصيرة جداً من تناولي للطعام وهذا الأمر كان يثير غضب وجنون كل من
حماتي وعمي ويصران أشد الإصرار على أن أتناول الطعام مرة أخرى لأعوض ما قد
تقيأته منه وأذكر مرة قد تقيأت طعام الغداء لديهم فأصرت حماتي على أن
تشربني شراب عبارة عن منقوع مغلي لمجموعة أعشاب كانت قد إكتشفتها بنفسها
وتفيد آلام المعدة وقد أضافت إليها السكر وخوفاً من أن يشكوا بشيء شربت منه
على مضض وكانت النتيجة أني تقيئت دم فقد أصبح عندي نزيف بالمعدة وتم نقلي
إلى المستشفى وقال الطبيب بأنه دخلت على معدتي مادة حمضية سامة تسببت بهتك
وتجريح جدران المعدة مما أدى إلى النزيف مع العلم أنني لم أشكو من ألم
مماثل في معدتي في حياتي ، لم أعد أعلم ماذا أفعل فأصبحت على يقين تام بأن
أهل زوجي قد صنعوا لي سحراً لأمر ما.
وبعد خروجي من المستشفى حاولت
إقناع زوجي بأن نقلل من زيارتنا إلى منزل أهله بحجة أن نلتفت لبناء
مستقبلنا ومستقبل أولادنا وإستغلال كل دقيقة من حياتنا لكنه كان يرفض وهذا
أمر طبيعي لكن الشيء الذي لم أراه طبيعياً هو يدء حدوث أمور غريبة ومريبة
خلال تواجدي في منزلي.
كان عمل زوجي يمتد لفترة طويلة
جداً حيث كان يخرج من المنزل عند حوالي 8:00 صباحاً ليعود عند 9:00 مساء
مما يعني أنني أكون بمفردي لـ 13 ساعة، وكان من عادتي وأنا فتاة في منزل
أهلي الإستماع إلى القرآن الكريم وأنا أقوم بتنظيف المنزل فقد كنت أشغل
التلفزيون على قنوات القرآن وأرفع الصوت ليملأ أرجاء المنزل وهذا ما كنت
أفعله أيضاً خلال فترة غياب زوجي عن المنزل ، كنت أستمع إلى التلاوة وأردد
ما يقرأه القارئ لأشعر بالطمأنينة والسكينة في قلبي ولكي أطرد أي شيطان
رجيم من المنزل .
صراع مع كائنات النار بدأت الأمور تتطور بعد خروجي من المستشفى وعودتي إلى منزلي بفترة قصيرة
جداً ، كنت أقوم بأعمال المنزل كعادتي وأنا أستمع إلى القرآن الكريم بعد أن
انتهيت من أعمال المنزل جلست لأبحث في قنوات التلفزيون عن برنامج مفيد
لأتابعه ، فصرت أسمع صوت قرقعة في المطبخ وصوت يشبه صوت القطة فهرعت مسرعة
نحو المطبخ لأجد ناراً تكاد تلتهم المطبخ وعلى الفور حاولت إطفاء الحريق
لكن لم أعرف مصدر تلك النار فقد كانت تخرج من لا شيء فكاد قلبي يتوقف من
الخوف والرعب ، فكلما حاولت إخماد النار من جهة تأتي لتشتعل من جهة أخرى
مرة أخرى أسرعت إلى هاتفي المحمول وقمت بالاتصال بزوجي طلباً للنجدة فلم
أكن أعلم حينها ماذا علي فعله خاصة أنني كنت أسكن في عمارة مهجورة من
السكان وكانت شقتنا الوحيدة المسكونة فيها ، قال زوجي بأنه قادم على وجه
السرعة فمكان عمله قريباً من المنزل، فعدت أحاول إخماد الحريق لكتني انتبهت
لأمر ما وهو أن مساحة إنتشار الحريق لم تتسع خلال فترة تحدثي على الهاتف ،
كانت أشبه بأشعة من النار كتلك التي نصنعها لنضعها في مشعل نضيء به .
وقفت أمام باب المطبخ وأنا أنظر
إلى النار وبأعلى صوت عندي نطقت بآية الكرسي ولما انتهيت من قراءتها أخذت
أعيدها من جديد وأنا أتلوها أخذت تدوي أصوات مخيفة ومرعبة كانت أصوات تشبه
صوت القرود أو صراخ القطط ، شيء من هذا القبيل وأخذت أدوات المطبخ تنقاذف
هنا وهناك وتتكسر و رأيت بأم عيني الجن تحترق وتموت وأنا أتلو آية الكرسي .
لم أرهم وهم على قيد الحياة بل وهم يموتون فقط ، تخيلوا لو أحضرتم بالون
وقمتم بتقريبه من النار كيف سينفجر ويذوب في نفس الوقت هكذا كانت تموت الجن
، كانت أشبه ببالونات متطايرة تذوب وتختفي وأنا أقرأ القرآن . أخذت أتلو
القرآن وأنا خائفة وأخذت أتلو أيضا المعوذتين ولما تلوت :"قل أعوذ برب
الفلق .." هاجمني أحد الجن وأمسك بحلقي وبفمي ولساني كاد يخنقني كنت أشعر
به ولا أراه حاولت الصراخ ولم أستطع ، مزقت أظافره رقبتي وأخذت تنزف ،
حاولت أن أبعد هذا الجني بأية وسيلة وبكل ما أوتيت من قوة لكن لم أستطع سوى
أن أبعد يده عن فمي وبأعلى صوتي صدحت بالأذان فاختفى الجني وابتعد عني
وعاودت تلاوة القرآن بصوت عال.
اختفت النار والجان وسقطت على
الأرض وأنا بحالة شبه هستيرية، ولما جاء زوجي ورآني بهذه الحالة لم أستطع
إخباره بما حدث لإنني أعلم بأن أبواه ساحران وربما كان مثلهما ، أخبرته
بأنني استطعت إخماد الحريق لكنني اختنقت من الرائحة وهذا الذي على رقبتي
آثار أظافري وأنا أختنق ، صدق زوجي روايتي هذه ومر الأمر بسلام لكنه كان
ينظر إلي ويسألني دائماً فيما إذا كنت أشكو من شيء لكنني كنت أخبئ عنه
عيناي اللتان تريدان الكلام أما لساني فكان يرفض البوح.
حل المساء ودخلنا غرفة النوم
لننام جلست على السرير وأخذت أتلو ما أحفظه من كتاب الله وأنفث على يدي
وأمسح جسدي ، ارتاب طليقي مما فعلت وأخذ يهزأ بي وأخذ يقول :"
بماذا تتمتمين... ؟ أأنت خائفة من أن يقوم جني باغتصابك وأنت نائمة " ، وأخذ يضحك ، كلماته أخذت تدوي في رأسي وما حدث معي خلال النهار لم
يجعلني أنام بسهولة لكنني من شدة التعب استسلمت للنوم ، نمت وأنا أتمتم
بالتسابيح ويا لها من ليلة!، جن في النهار وجن في المنام كانوا يعذبوني أشد
العذاب ويضربوني وأنا أحاول حرقهم بتلاوتي للقرآن الكريم .
استيقظت على صوت المؤذن عند صلاة الفجر وحاولت النهوض من السرير لكن عبثاً
لم أستطع فقد كنت مقيدة ، حاولت النطق ولم أستطع فقد كان لساني مربوط ،
أخذت أبكي بشدة عسى طليقي يستيقظ على صوت بكائي ويفعل أي شيء من أجلي ، لكن
عبثاً ، أخذت أنادي الله عزوجل وأنا أبكي وأخذت أتلو القرآن الكريم ومع
طلوع الشمس إنفك وثاقي وعقدة لساني واستطعت النهوض، أسرعت إلى المرآة و
راعني ما شاهدته من آثار التعذيب والكدمات والضرب وآثار أظافر الجن على
جسدي حاولت بسرعة أن أرتدي ملابسي ووضعت على وجهي ورقبتي كريمات تجميل تخفي
آثار الخدوش قبل أن يستيقظ زوجي، استيقظ من نومه ومضى اليوم التالي طبيعي
ولم يحدث أي شيء لإنني طول النهار كنت أستمع لسورة البقرة وكل ما انتهت
أعدت الاستماع إليها وأخذت أتلو آيات زوال السحر والرقية بصوت مرتفع في
جميع أرجاء المنزل وقرأتها مرة أخرى على ماء شربته واستحممت ببعضه .
تغير الزوج المفاجئحل المساء وعاد زوجي من عمله متأخراً حيث كان في زيارة إلى والديه ولفت
انتباهي أن عينيه كانتا حمراوين جداً وحدقتا عينيه أصبحتا كأخوته بيضاويتين
، كان ينظر إلي نظرات مريبة جعلتني أخاف منه وكان صامتاً معظم الوقت وفجأة
قال لي أنه يعتزم بيع أغراض المنزل والإنتقال للعيش في منزل والديه لكنني
رفضت لإن ليس هناك سبب مقنع لكي نترك المنزل فإهتاج جداً وأصبحت عيناه
شاقوليتان وسمعت حشرجة في صوته وهجم علي وضربني محاولاً خنقي وعضي من عنقي ،
أخذت أدفعه عني محاولة الهرب من بين يديه وفعلاً استطعت الإفلات من بين
يديه واختبأت في غرفة النوم وسارعت بالإتصال بأهلي وسرعان ما لبوا نداء
استغاثتي لهم وبقدوم أهلي عاد زوجي إلى طبيعته ولم تعد عيناه حمراوتين أو
شاقوليتين ، وصوته عاد إلى طبيعته وكأن شيئاً لم يكن حتى أنه لم يتذكر أي
شيء مما حصل وتفاجئ بحالتي وبسبب وجود اهلي .
ذهبت إلى منزل أهلي وكنت حينها
على يقين بأن والداه قد عملا سحر لي وله وفي نفس الوقت لا أريد المغامرة
بعقلي أو بروحي فقررت الانفصال عنه وخلال أيام قليلة رفعت دعوى خلع
وافترقنا ، هذه هي قصتي باختصار ، لا أدري ماذا أقول أو ماذا أسأل لربما
بعد أن أرى تعليقاتكم عليها أستطيع أن أصوغ أسئلتي وأطرحها عليكم.
ترويها أم النور (26 سنة) - سوريا